إحدى سور القرآن الخمسة التي بدأت بـ "الحمد لله"، وسميت هذه السورة بهذا
الاسم؛ لأنّها روت قصة أصحاب الكهف، وتطرّقت أيضاً إلى قصص أخرى مثل سيدنا
موسى والخضر عليهما السلام، وأصحاب الجنتين، والحاكم العادل المعروف بذي
القرنين. المواضيع التي تناولتها سورة الكهف احتوت السورة على العديد من
القصص والعبر والعظات الّتي تُعلّم الإنسان المسلم وتربيه على قيم وفضائل عظيمة،
والرابط بين القصص الواردة في سورة الكهف، أنّها تكلمت عن الفتن الّتي من الممكن
أن يتعرّض لها الإنسان المسلم في حياته، وبيّنت الطريق السليم للعصمة من هذه
الفتن، والتالي هذه القصص المذكورة والفتن التّي تعرضوا لها أصحابها في هذه
السورة: قصة أهل الكهف وتتناول هذه القصة فتنة من أهم الفتن الّتي يمكن أن
يتعرّض لها المرء، وهذه الفتنة هي فتنة الدين، حيث تحكي قصة مجموعة من الفتية
الّذين هربو إلى كهفٍ في أعالي الجبال خوفاً من ملكهم الظالم الّذي حاول أن يُرجعهم
عن توحيدهم وإيمانهم، فحدثت لهم معجزة بأن أبقاهم الله نائمين لمدة 309 سنة،
وأيقظهم بعد أن أصبحت البلدة كلها موحدة لله ليكونوا آية ومعجزة وعبرة لمن خلفهم.
قصة أصحاب الجنتين وتتناول هذه القصة فتنة المال وما يغيّره في النفوس فيملؤها
غروراً، فتحدثت هذه القصة عن رجل أنعم الله عليه بالمال الكثير والوفير والخير
والنعم والجنان، فكفر بنعمة الله وجحدها فكان الجزاء أن حرمه الله هذه النعمة. قصة
سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، حيث اعتقد سيدنا موسى عليه السلام بأنّه أعلم
أهل الأرض، فأراد الله أن يعلّمه التواضع والصبر، حين أرسله إلى سيدنا الخضر
عليهما السلام للتعلّم على يده، وتناولت هذه القصة فتنة العلم وما يملأ النفس من
غرورٍ وكبر. قصة الملك العادل ذو القرنين الّذي جاب مشارق الأرض ومغاربها
لإصلاح الأرض وملأها بالخير والسلام، وتحدثت عن يأجوج ومأجوج المفسدين في
الأرض، وكيف استطاع ذو القرنين بناء سد عليهم ليمنع شرورهم عن الناس.
فضل سورة الكهف في يوم الجمعة
وردت أحاديث كثيرة في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، ومن هذه الأحاديث
عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم أنه قال:(من قرأ
سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ)، والتالي بعض من
فضائل هذه السورة : التقرب إلى الله بقراءة كتابه العزيز، والتزود بالحسنات خصوصاً
في يوم الجمعة. تعليم الإنسان المسلم الكثير من الفضائل والحكم، ويكون ذلك بالنظر
إلى حال الأقوام السابقة والاعتبار من قصصهم. تربية المسلم على معرفة فتن الدنيا
والحذر منها، وعدم الاغترار بها؛ نظراً لما تملأ النفس من غرورٍ وكبرٍ وتعجرفٍ.
معرفة أنّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، وأن الإنسان يجب أن يكون صالحاً ليلقى ربه وهو
عنه راضٍ.